روايات تحولت لأعمال سينمائية:

من المعروف أن كثيرا من الأفلام قد تم اقتباسها من الأعمال الروائية، وأحيانا يتم تحويل السرد الروائي كليا إلى عمل سينمائي بعد تحقيق الرواية نجاحا واسعا، أو نظير إعجاب المخرجين أو المنتجين بفكرة الرواية. 

وعموما، تتسم الأفلام المقتبسة من الأعمال الأدبية بتفاصيلها العميقة، ودقة رسم الشخصيات، وأبعاد الأحداث الفلسفية أو الإنسانية، كما تكون هذه النوعية من الأفلام طويلة وذات أحداث تتميز بسلاسة العلاقة فيما بينها. 

العلاقة بين الفيلم والرواية، من يخدم من؟!

نوعا ما، العنوان يحيل لإجابة مجحفة، وعليه من الافضل أن نتحرى العلاقة بين الرواية والفيلم من حيث كونهما يتشابكان فيما بينهما.

في غالب الأحيان، تسبق الرواية الفيلم المأخوذ عنها في الشهرة والانتشار، الأمر الذي يجعل فكرة تحويلها إلى فيلم مغرية بالنسبة للمنتجين، لأنهم يضمنون بذلك رواج الفيلم ونجاحه. 

إلا أنه وفي أحايين أخرى، يعجب المخرجون بفكرة رواية مغمورة ويؤمنون بها، فيعملون على تحويلها لفيلم سينمائي، وعليه تكتسب الرواية رواجا أكبر، خاصة إن حقق الفيلم ايرادات ضخمة. 

وفي كلتا الحالتين، غالبا ما يعقد الجمهور من القرّاء والمشاهدين مقارنة بين الرواية والفيلم المقتبس منها، فيفضل البعض النسخة المصورة، في حين يتمسك البعض الآخر بالنص المكتوب. 

خطوات تحويل نص روائي لفيلم سينمائي:

  • الاختزال والحذف: وتعني حذف ما لا يخدم سيناريو الفيلم من تفاصيل وأحداث هامشية، إذ يعرف عن الرواية كثرة تفاصيلها وكثرة الوصف وهو ما لا يكون مهما في الصناعة السينمائية، إذ يمكن اختزال الكثير التفاصيل ضمن مشاهد قليلة. 

  • التقديم والتأخير: أحيانا يلجأ السيناريست وبالاتفاق مع كاتب الرواية لتقديم أو تأخير بعض الأحداث والتلاعب بالزمن بما يناسب السينما، لأنه وأحيانا يسعى المخرج لجلب انتباه المشاهد وتشويقهم فيكسر رتابة النص الروائي عبر التلاعب بخطه الزمني. 

  • الإضافة: قد يلجأ أيضا صناع الفيلم إلى إضافة مشاهد لا توجد في الرواية، أو التلاعب بالأحداث وتغييرها بما يتناسب مع الرؤية السينمائية.

  • التكثيف: تتيح السينما للكتاب تكثيف العديد من الأحداث ضمن مشهد أو مشهدين، حيث قد يكتفي المخرج بإسقاطات محددة ومشاهد تعبيرية مع الاستعانة بالديكور وغيرها من التفاصيل. 

  • إعادة البناء: أحيانا قد يتم إعادة بناء عمل سينمائي على أنقاض رواية ما، إذ لا يتم تحويل النص الروائي بحذافيره، بل فقط الاستعانة برؤية الرواية وأحداثها بشكل عام، ثم خلق عمل جديد بقضايا إضافية وأحداث مختلفة. 

  • التمطيط: وهو عكس الاختزال والتكثيف، حيث يتم إضافة أحداث والتعمق في التفاصيل أكثر مما هو عليه في الرواية. 

تحديات تواجه صناع الأفلام المقتبسة من الروايات:

  • الإلمام بالتفاصيل: تكمن صعوبة تحويل الرواية إلى فيلم، في مدى القدرة على الإحاطة بكافة تفاصيل الرواية دون الوقوع في فخ الإطالة والملل، حيث أن الرواية تعرف إسهابا كبيرا في حين يحدد الفيلم ضمن إطار زمني، وهنا يحتاج الأمر لفطنة وذكاء من أجل الاكتفاء بالأحداث والتفاصيل الجوهرية والتلاعب بخطوط الرواية وفق ما يخدم الفيلم ودون أن يخل بالنص الأصلي في الوقت نفسه. 

  • التعريج لجميع الأحداث: أحيانا سيكون من غير الممكن التطرق لكافة أحداث الرواية، لكثرتها وتشعبها، وعليه سيعمل المخرج على الاكتفاء بإبراز أهم الأحداث وتهميش ما لا يراه مهما، دون تشويه للحبكة الدرامية الأصلية. 

  • اختيار الممثل المناسب: من المهم أن يتم اختيار فريق العمل بعناية، حتى يتسنى تقديم الرواية بالشكل اللائق. 

وهنا لابد للممثلين أن يدرسوا شخصيات الرواية بدقة، ويعتنوا بتفاصيلها حتى لا تحدث فجوة بين العمل الروائي والفيلم السينمائي.

  • الرقعة المكانية والزمانية: بعض الروايات لا تعرف إطارا مكانيا معلوما وقد تتلاعب بالرقعة الزمانية مما قد يقحم فريق العمل في الكثير من التحديات من أجل تلبية تصورات الكاتب وبعث الرواية ضمن ديكور مناسب ويخدم ماجاء في النص. 

  • تحديات الخيال: إن الروايات المبنية على الخيال تعرف الكثير من التعقيد مما يجعل تجسيدها ضمن فيلم أمرا صعبا، حيث سيكون من المهم الإنتباه لكافة التفاصيل لأجل إجادة الانتقال من الخيالي نحو التصور الملموس لهذا الخيال. 

يرتكز هذا على مدى قدرة المحترفين على إستعمال المؤثرات المناسبة. 

  • آفاق التوقع: لعل أكثر تحد بواجهه صناع الأفلام حين يرغبون في الاقتباس من الأعمال الروائية هو رأي القراء الذين يشكلون بأذهانهم تصورات محددة، ما يجعلهم تحت وطاة ضغط تلبية هذا الخيال والتوقعات وهو أمر بالغ الصعوبة لأنه يتعلق باللامرئي والغيبي. ويصادفنا كثيرا أنباء عن فشل فيلم لأنه لم يكن بروعة الرواية وما إلى ذلك من أخبار تؤكد ثقل موازين جمهور الرواية الذي ينتظر أن تُبعث ضمن إطار لا يفقدها سحرها الذي كان بين دفتي كتاب. 

أولا/ : الروايات الأجنبية

اللون الأرجواني:

إحدى أشهر وأفضل الأعمال الروائية التي تناولت الزنوجة، من خلال سرد المعاملة التي كانت تتعرض لها النساء الإفريقيات في أمريكا، ككا عدت من أهم الأعمال التي عالجت القضايا النسوية بعمق. 

وبرغم أن الرواية قد صدرت في بداية الثمانينات، إلا أنها لاتزال تدرج ضمن أكثر القراءات على مستوى العالم وفق قائمة البي بي سي.

تحكي الرواية عن المعاملات اللا إنسانية والإساءات وقد أجادت الكاتبة الأميركية أليس ووكر وصف المشاعر العميقة للشخصيات ببراعة.

وقد تم تحويل هذا العمل الروائي إلى فيلم يحمل الاسم نفسه، في نفس الحقبة،أي في الثمانينات وقد أدت دور البطولة الممثلة الأمريكية من أصل افريقي " ووفي جوردبيرج" والتي أجادت تأدية دور سيلي على نحو عبقري أعطى الشخصية أبعادها الحقيقية ورسخ ملامح المعاناة وأثار القضية مجددا. مما جعله يترشح لأوسكار أفضل فيلم. 

الفيلم برع في الالتزام بجوهر الرواية واستطاع محاكاة النص دون أن يشعر المشاهد بالملل أو الرتابة. 

الفيلم من إخراج المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج. 

بقايا اليوم:

بقايا اليوم؛ الرواية الحاصلة على البوكر في ثمانينات القرن الماضي، للكاتب البريطاني ذو الأصول اليابانية والحائز على جائزة نوبل للآداب "إيشيجورو". 

تدور أحداث الرواية خلال الحرب العالمية الثانية على لسان رئيس خدم انجليزي في بيوت أحد القادة، وصناع القرار. 

جاءت الرواية متماسكة وهادئة وفلسفية بعض الشيء، تروي تفاصيل عميقة حول الحرب، الانسان، والحياة ومفارقاتها وأبعادها. 

يمثل مستر ستيفنز رئيس الخدم ذلك الخيط الفاصل بين كل شيء ! بين الرغبة والتواري، بين الرتابة والدهشة، بين الحرية والاستعباد. صوت حذر لكن صادق وحر على طول خط هذا العمل العالمي، والذي لا يزال يشكل أحد أهم ما جاد به الأدب البريطاني للساحة الثقافية العالمية. 

تم تحويل رواية بقايا الطعام إلى فيلم سينمائي من بطولة أنتوني هوبكنز وإيما تومسون،. مطلع التسعينات، ولم يقل دهشة عن الرواية. 

حيث برع هوبكنز في تأدية دور رئيس الخدم، واستطاع أن يكشف عن مشاعر عميقة بسلاسة رائعة، كما استطاع الفيلم أن يلتزم بأبعاد وخلفيات النص على طول الخط الدرامي، ولعل هذا ما جعله من الأفلام الروائية الشهيرة والناجحة رجوعا لتقييم النقاد والمشاهدين على حد سواء. 

فتاة القطار:

رواية بريطانية تربعت على عرش الكتب الأكثر مبيعا في أمريكا لمدة عشرين اسبوع عام 2015 بعد صدورها، وتحكي قصة سيدة مدمنة للكحول، تتعرض لحادث غامض، تستفيق منه دون ان تنجح في فك خيوطه نتيجة ضبابية الأحداث والذي يرجع إلى إدمانها للكحول. لكن ورغم ذلك تتقصى البطلة تفاصيل الحادث وتصر على استكشاف أسباب الحادث وتتفاجأ بالكثير حول زوجها وحياتها السابقة. 

الرواية من تأليف الكاتبة الانجليزية باولا هوكينز. 

في العام الموالي لصدور الرواية، تم تحويلها إلى عمل سينمائي من بطولة الممثلة الشهيرة إيميلي بلانت، وإخراج تيت تايلور. أما سيناريو الفيلم فكان من طرف الكاتب والسيناريست ايرين ويلسون، والذي ورغم احتفاظه بنفس الخط الدرامي للرواية، إلا أنه أحدث تغييرات طفيفة في المكان وبعض تفاصيل العمل. 

حقق الفيلم هو الآخر نجاحا كبيرا وحقق مبيعات ضخمة في شباك التذاكر.

آنا كارنينا:

من منا لا يعرف رائعة تولستوي " آنا كارنينا"، إحدى أعظم الأعمال الروسية. وأفضل ما كتب في الأدب الرومانسي.

تدور أحداث الرواية حول زوجة مسؤول تغرم بضابط فتقرر السفر معها، مخلفة وراءها طفلها وزوجها ومجتمعها كله، مضحية بكل شيء في سبيل الحب، ضاربة تقاليد المجتمع عرض الحائط. 

لكن يحدث أن يمل منها الضابط، ويمضي ليغوي غيرها، الأمر الذي حفيظتها ويجعلها تخطط للانتقام منه. 

ألهمت هذه الرواية العديد من المخرجين واقتبست أفكارها في عدة أعمال فنية، من بينها العمل السينمائي الذي حمل نفس عنوان الرواية (آنا كارنينا) والذي أخرج إلى النور عام 2012 من إخراج جو رايت.

البؤساء:

إحدى أشهر كلاسيكيات الأدب على الإطلاق، لصاحبها الشاعر والروائي فيكتور هيجو، والتي تروي أحداث الثورة الفرنسية، ومشاهد الطبقية وثورة الجياع وحالة البؤس والفقر التي عرفتها فرنسا إبان تلك الفترة. 

تدور أحداث الرواية حول "جان فالجان" أحد المحكومين بتهمة سرقة الخبز! والذي قضى تسعة عشر عاما في السجن قبل أن يطلق سراحه، لكنه مجددا يقرر سرقة الأواني الفضية من الكنيسة والهرب إلى مدينة أخرى، لكن الشرطة كانت له بالمرصاد ولولا أن مطران الكنيسة شفع له وغطى جريمته بأن ادعى أنه من سلمه الأواني ملء إرادته لكان قد أعيد للسجن المؤبد والأعمال الشاقة. 

كان هذا الغفران، نقطة تحول في حياة فالجان الذي قرر تغيير هويته والانتقال نحو مدينة جديدة أين انتخب عمدة لها، تتوالى الأحداث حيث يقرر فالجان العناية بطفلة تدعى كوزيت، وكثير من تفاصيل تحتد حين يصل المفتش جافير إلى المدينة ويكشف هوية فالجان عمدة المدينة ويسعى للإيقاع به. 

رواية عالجت الكثير من القضايا الإنسانية عبر فصول عديدة، مما ألهم العديد من الفنانين والمخرجين ليجعلوها ركيزة للكثير من الأعمال الفنية كالمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والمسلسلات الكرتونية وأفلام سينمائية كان آخرها فيلم من إخراج توم هوبر، وبطولة هيو جاكمان، راسل كرو وآن هاثواي. 

يجدر التذكير أيضا بالنسخة العربية لفيلم البؤساء والتي طرحت عام 1978 من بطولة فريد شوقي، ونسخة أخرى عام 1943 من بطولة عباس فارس وأمينة رزق. 

طعام صلاة حب:

رواية للكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت، نشرت عام 2006، وهي عبارة عن مذكرات حقيقية من رحلة الكاتبة التي تلت طلاقها، والتي دونت فيها مشاعرها، وتفاصيل الحياة التي تخللت ترحالها بحثا عن معنى جوهري للحياة. 

وتدور أحداث الرواية في كل من إيطاليا، الهند وبالي، وتمثل هذه الأمكنة ثلاثية (طعام) (صلاة) (حب) التي عنونت بها رحلتها الوجودية والروحانية.

الكاتبة الشابة سعت من خلال هذا العمل تبيان تجربتها الخاصة في البحث عن معنى لحياتها، فقررت التخلص من كل شيء والبدء من جديد عبر رحلة حول العالم، لمدة سنة خاضت فيها تجارب مختلفة لخصتها ضمن مشهدية (اللذة) والاستمتاع بالحياة، عبر رمزية الطعام في إيطاليا، ثم الغوص في الروح والسلام والبحث عن السكينة والتي جسدتها عبر مفهوم الصلاة الذي عثرت عليه في الهند، ثم انتهت إلى الحرية والشغف والمنتهى عبر علاقة حب جمعتها برجل برازيلي مطلق في بالي. 

حصدت الرواية مبيعات ضخمة وتربعت على الكتب الأكثر مبيعا لأزيد من مائة أسبوع في قائمة النيويورك تايمز، الأمر الذي دفع بشركة صور باراماونت لشراء حقوق المذكرات السينمائية وتحويلها لفيلم من بطولة جوليا روبرتس وخافيير باردم. 

عرف الفيلم هو الآخر نجاحا باهرا حيث اكتسح إيرادات السينما في البوكس أوفيس لأسابيع متتالية فور صدوه. 

هاري بوتر:

من منا لا يعرف السلسلة الشهيرة هاري بوتر، وهي سلسلة من سبع كتب للكاتبة البريطانية ج.ك رولنغ. 

وتدور أحداث هذه السلسلة حول صبي يكتشف قدراته السحرية، فيتوجه إلى مدينة السحرة أين يسعى إلى استغلال قدراته الخارقة للقضاء على سيد الظلام المسمى (فولدمورت) الذي سبق له وان قتل والديه الساحرين أيضا. 

صدر الجزء الأول من السلسلة عام 1998 بعنوان هاري بوتر وحجر الفلاسفة، وحصد لقب الأكثر مبيعا في التاريخ، لتتوالى إصدارات السلسلة التي انتهت بالجزء الأخير هاري بوتر ومقدسات الموت، بيع من هذا الأخير ثماني مليون نسخة في ليلة واحدة! 

تم إصدار أجواء السلسلة ضمن 8 أفلام سينمائية اكتسحت شباك التذاكر وعرفت رواجا منقطع النظير وعدت الأشهر على الإطلاق. 

1984:

فيلم ديستوبي، مأخوذ عن رواية جورج أورويل والتي تحمل نفس الاسم.

وتحكي الرواية واقع النظام الدكتاتوري يحكم مدينة اوقيانيا بالكامل، حيث يصادر حقوق الأفراد، ويكبل حرياتهم، إنه الأخ الكبير ! 

الأخ الكبير رمز للأنظمة التي سادت إبان الحرب العالمية، وافتكت بالحريات وقمعت خيارات الأفراد المدنيين، وأشاعت الخوف والقمع، حتى عند أبسط مظاهر الحياة الإنسانية.

تم تحويل الرواية إلى فيلم من بطولة جون هيرت وريتشارد بيرتون وسيريل كوزاك. ولم يخرج الفيلم عن خط الرواية الدرامي ونجح في طرح العديد من القضايا التي غلفت الواقع السياسي الدكتاتوري.

غاتسبي العظيم:

من أهم كلاسيكيات الأدب الأمريكي، ألفها الروائي فرنسيس سكات فيتزجيرالد، وأراد من خلال هذا العمل تلخيص مشاهد من الحياة الأمريكية في ما سماه بعصر الجاز. 

حيث تفصل الرواية مختلف التحولات التي عرفتها الحياة الأمريكية على مختلف الأصعدة الاجتماعية والثقافية والفكرية. 

وتدور أحداث الرواية حول ثري أمريكي وجاره الشاب البسيط الوافد إلى نيويورك بحثا عن عمل قبل أن يصطدم بحياة الترف التي يعيشها غاتسبي. 

من جانب آخر تحكي الرواية عن علاقة البطل وسيدة متزوجة تعيش حياة رتيبة وحزينة مع زوجها وتفرُّ نحو عالم غاتسبي وجنته !

تم تحويل الرواية إلى فيلم من بطولة ليوناردو ديكابريو وتوبي ماغواير و إخراج باز لورمان. 

تم عرض الفيلم ضمن افتتاح مهرجان كان عام 2013.

 ثانيا:/ الروايات العربية

أعمال نجيب محفوظ:

من بين أكثر الروايات العربية التي تم تحويلها إلى أعنال سينمائية، إذ تعد روايات نجيب محفوظ من بين الروايات التي ألهمت صناع السينما العربية، ودفعتهم لتحويلها إلى أفلام لحمولتها الثقافية العميقة، وقدرة نجيب على معالجة قضايا جوهرية، والتفصيل في أبعاد وخلفيات الشارع العربي.

كما أن روايات نجيب محفوظ تعرف تنوعا كبيرا وتشعبا متفردا يعطي الشخصيات حقها ويبقي على الحبكة مثيرة مليئة بالتشويق طيلة الخط الدرامي، ومن بين روايات نجيب محفوظ التي تم تحويلها لأعمال سينمائية نذكر: 

1- الكرنك:

رواية تتناول الأبعاد السياسية التي عرفتها مصر إبان حكم جمال عبد الناصر، والممارسات الدكتاتورية التي حجمت الفكر وقمعت الحريات. 

تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الطلبة الجامعيون الذين يتم اعتقالهم دون تهمة سوى تجمعهم في مقهى (الكرنك) الذي عرف عنه أنه قبلة المفكرين والشباب الأحرار.

تم تحويل الرواية إلى فيلم عام 1957، من إخراج علي بدرخان وبطولة سعاد حسني وكمال الشناوي و فريد شوقي ونور الشريف. 

عد فيلم الكرنك المأخوذ عن رائعة الكاتب والأديب المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ من بين مائة أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية. 

2- اللص والكلاب:

رواية أخرى للأديب نجيب محفوظ، وتدور أحداثها حول البطل سعيد مهران، الذي يتم الوشاية به فيدخل السجن. 

يتعرض سعيد مهران بعد ذلك لسلسلة من الخيانات والطعنات من زوجته التي تتطلق منه وتتزوج بالشخص الواشي، وحين يخرج من سجنه، يقرر أن ينتقم بعد أن فوجيء بأن كل من وثق بهم غدروا به وخانوه.

تغيرت قناعاته وتبدلت شخصيته، وخاض تجارب مختلفة ألقت به نحو مصائر لم يتخيل يوما أنه سيواجهها.

تسلط الرواية الضوء على الكثير من القضايا الأخلاقية وتفاصيل الشارع وملامح البشر ومفاهيم الخير والشر. 

تم انتاج الفيلم عام 1962 من بطولة شكري سرحان، وكمال الشناوي وسمير صبري وشادية وسيناريو صبري عزت، وإخراج كمال الشيخ. 

روايات أخرى تم تحويلها إلى أفلام ..

في بيتنا رجل:

فيلم مأخوذ عن الرواية السياسية التي حملت نفس العنوان، للكاتب المصري  الراحل "إحسان عبد القدوس" والتي تحكي أحداث اغتيال رئيس الوزراء من قبل الشاب (ابراهيم حمدي) اعتراضا على الفكر الاستعماري والحكومة المنتدبة الموالية للاستعمار الإنجليزي. 

بعد اغتياله رئيس الوزراء يفر "ابراهيم حمدي" نحو بيت صديقه محيى، الذي يقبض عليه بعدها، من أجل الضغط على 'ابراهيم'. 

تسلط الرواية الضوء على التضارب الذي يقع فيه ابراهيم حينها بين الاستمرار في الفرار والخروج من البلد، أو العودة لمساعدة صديقه يحيى، وهي تحاكي العديد من القضايا السياسية في مصر آنذاك. 

جاء الفيلم من إخراج هنري بركات وبطولة عمر الشريف، وانتج عام 1964، ولقي نجاحا واسعا حينها.

الخبز الحافي:

من بين الأفلام المقتبسة عن روايات، الكتاب للروائي النفربي محمد شكري، وقد تم إنتاج الفيلم عام 2004. 

تدور أحداث الرواية حول الفتى (محمد) ومعاناته مع البؤس والأوضاع الاجتماعية القاهرة تحت وطأة الاحتلال الفرنسي للمغرب. 

تضمن الفيلم مشاهد جريئة وأحداث خادشة، حاكت مشاهد الرواية وخطها الدرامي، وقد عد كل من الفيلم والرواية عملا غير مناسب للمجتمعات العربية، الأمر الذي تسبب في منع عرضه وكذلك منع الرواية في العديد من البلدان العربية. 

هيبتا:

رواية للكاتب المصري "محمّد صادق "، صادرة عن دار .. عام 2014. 

تدور أحداث الرواية حول مراحل الحب السبعة، والتي يعيشها كل اثنين وقعا في الحب، إذ ورغم أن الحب يكاد يعرف مراحل متشابهة في كل مرة وقصة متكررة، إلا أن كل قصة تحمل معها نفس الأخطاء ونفس الهفوات ونفس مشاعر الألم، والحنين والشوق. 

عرفت الرواية نجاحا واسعا في الوطن العربي، قبل أن يتم تحويلها إلى فيلم سينمائي من بطولة .. ، والذي لاقى هو الآخر شهرة واسعة وتربع على قائمة ايرادات السينما العربية آنذاك. 

عمارة يعقوبيان:

رواية مصرية من تأليف الكاتب علاء الأسواني، كتبت عام 1991، وتدور أحداث الرواية في عمارة يعقوبيان، بوسط القاهرة. 

تعد الرواية إسقاط على مصر الحديثة، وتحولات المجتمع المصري، حيث يعيش في العمارة مجموعة من الشخصيات ويعيشون جملة من الأحداث والتفاصيل التي أججت هذا العمل الدرامي. 

حيث تسلط الرواية الضوء على انفتاح المصريين وانجرافهم وراء عادات غريبة وممارسات لا تمت للشارع المصري وعاداته بصلة، وأزاحت الستار عن كثير من القضايا المسكوت عنها، والتي تعد من صميم واقع وسط البلد بالقاهرة. 

تجدر الإشارة أن عمارة يعقوبيان عمارة موجودة بأرض الواقع فعلا حتى يومنا هذا بشارع طلعت حرب بالقاهرة، وقد بناها عميد الأرمنيين على نحو فاخر. فكان إدراجها في رمزية الرواية إحالة على التنوع والزخم الذي تحمله هذه العمارة، أو بالأحرى وبشكل أوسع (مصر الجديدة). 

تم إنتاج الفيلم عام 2006، من طرف عماد الدين أديب، واخراج مروان حامد، وقد ضم مجموعة كبيرة من مشاهير الساحة الفنية في مصر على غرار يسرا، نور الشريف، خالد الصاوي، عادل إمام، باسم سمرة وغيرهم. 

وقد عرض الفيلم في مهرجان برلين، بعد غياب السينما المصرية لمدة تزيد عن ربع قرن، كما تم ترشيح الفيلم للأوسكار. وقد تم عرض الفيلم بتاريخ 21 يونيو في السينما العربية، محققا إيرادات عدت الأضخم حينها وتم تصنيفه من بين أهم مائة فيلم في تاريخ السينما العربية. 

تجدر الإشارة أن الفيلم غير مناسب للصغار لورود مشاهد خادشة، كما أنه عالج العديد من القضايا المثيرة للجدل و الطابوهات ما جعله فيلما مثيرا للجدل حينها.