يروي العقاد في هذا الكتاب تفاصيل كثيرة حول سبط
الرسول صلى الله عليه وسلم "الحسين"، سردٌ لسيرته وخصاله وأخلاقه وصفاته، عبر
تحليل نفسي عودنا عليه العقاد جامعاً بين التاريخ والحداثة في معالجة القضايا، فإذ
بها سيرة حية تنبضُ بالأحداث بعيداً عن رتابة التاريخ وملل ما عودتنا عليه بعض
الكتب التاريخية.
تناول أيضاً في هذا الكتاب مشاهد من مجزرة كربلاء، مصورا عمق الألم الذي مرّ به
الحسين، صرخة زينب، مشاعر الغدر والخيانة والعجز، فجاء الكتاب ملحمة سردية أضفت
عليها لغة العقاد صدقاً أنصف سيرة أبي الشهداء.
وككل "العبقريات" التي تناولها العقاد في سلسلته الشهيرة، يحاول دائما
تسليط الضوء على أهم الصفات التي تجعل من الشخصيات خالدة ناجحة مؤثرة، ليسطر إرثها
وموروثها ويبعث خصالها وصفاتها حججاً قائمة لأجل الأمة وحاضرها.