إذا أردت أن تكون أحد المدعوين لأفراح المقبرة عليك أن تستعد تماماً
وتتهيأ لدخول عالم الفزع، فقد تجد بجانبك مصاص دماء، ويحوم من حولك آكلي لحوم
البشر، تماسك جيداً فالخوف الذي تشعر به الآن ما هو إلا البداية، حيث سيبتلعك
الرعب عند مقابلة الموتى الأحياء.
أفراح المقبرة آخر الكتب المنشورة للروائي الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق،
وكعادته يقدم لنا الكاتب جرعة مركزة من الرعب الحقيقي متمثل في سلسلة من الجرائم
الوحشية عبر تسع قصص منفصلة، كل واحدة فيها كفيلة بأن تجعل الليل كابوساً غير
منتهي، المفارقة العجيبة أن القارئ قد يجد نفسه مضطرباً متخبطاً ما بين مشاعر
التعاطف والخوف، ليسحبه الرعب إلى أعماقه المظلمة دون أن يدري مفتشاً عن سبيل لفض
أسرار الخروج، حتى يجد نفسه أمام آخر كلمة في أفراح المقبرة يخفق قلبه بشدة من هول
ما عاشه داخلها.