تحميل كتاب النبطي pdf

النبطي

النبطي
المؤلف :
يوسف زيدان
تاريخ الإنشاء :
01-01-2019

وصف الكتاب

راوية النبطي للباحث والروائي يوسف زيدان صاحب رواية عزازيل، تلك الأخيرة التي ذاع صيتها وأثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية نتيجة تناولها حقبة من التاريخ الكنسي المسكوت عنه، أما فيما يخص رواية النبطي فقط اتخذت هي الأخرى مساراً مختلفاً عن الذي اعتدناه عند الحديث عن حياة الجاهلية أو ما قبل الإسلام، وفيها تبنى يوسف زيدان سرد تفاصيل غير معلنة إلا فيما ندر عن حياة العرب قبل الإسلام، حياة أولئك الوثنين بما فيها من عادات وتقاليد، حضارات ومجتمع إنساني قائم بذاته له ما له وعليه ما عليه، لتُظهر لنا رواية النبطي جانباً لم نره من قبل في حياة أكابر العرب قبل الإسلام، ووجهة نظرهم تجاه النبوّة المحمدية والدعوة الإسلاميةـ بعيداً عن تلك الروايات التي تزعم أن أولي الأمر منهم دخلوا الإسلام تبعاً لمصالحهم الشخصية.

حقيقة راوية النبطي رواية مختلفة من ناحية تناول التاريخ، وفيها يحاول يوسف زيدان أن يزيل الغشاوة التي غبّرت سطوره – من وجعة نظر الكاتب -، وتشويه حياة العرب قبل الإسلام، فللعرب حضارة عميقة متجذرة، وفكر رائق متواصل، ومزاج مجتمعي أخرج من جانبيه شخصيات غيرت مجرى التاريخ، ليس هذا وفقط موضع الاختلاف في رواية النبطي فالرواية وما فيها من غوص في أغوار رؤى ظلّت بعيدة عن تفكيرنا عن قضايا ظلّت شائكة أثارت جدلاً واسعاً، تجعل عينيك مفتوحتين عن آخرهما حتى تنهي ما أثاره الكاتب في روحك وعقلك معاً.

ستجد في رواية النبطي تصوير دقيق للأذى النفسي الذي لحق القبائلي العربي الوثني نتيجة هدم مقدساته، كذلك اليهودي العربي كيف عاني نتيجة التوسع الإسلامي وتعرّض طائفته للطرد كلياً من شبه الجزيرة العربية التي استوطنها مئات السنين، ليس ذلك وحسب فالكاتب يوسف زيدان أراد كشف حقيقة المزاعم التي تفيد بفتح عمرو بن العاص مصر بأربعة آلاف جندياً فقط، وداخل الرواية نسج أدبي فريد لتوضيح كيف فُتحت مصر على أساس بحثي علمي تاريخي قائم على الدلائل والبراهين واصفاً لنا أدق التفاصيل الصغيرة التي كان لها الدور المحوري الرئيسي في تسهيل الفتح الإسلامي لمصر على حساب جحافل الفرس والروم المتراجعة ليهدم بذلك أساس الراوية التي تؤكد فتح مصر بأربعة آلاف جندي فقط.

وفي خضم تلك الرؤى والحقائق التي يقدمها لنا الكاتب في رواية النبطي نجده يبرز لنا شخصية الصحابي "حاطب بن أبي بلعتة" في ثوب جديد مغيراً بذلك الصورة التي تبنتها عقولنا من روايات الواعظ عن نفس الشخصية، إذ التمسنا تقديم شخصية الصحابي بصورة واقعية شديدة تصل إلى حد النقد الغير مباشر لها، فهل قصد يوسف زيدان تقديم نقداً متوارياً للإسلام في رواية النبطي، بعدما تبني نقداً منهجياً مباشراً للمسيحية في رواية عزازيل ؟!!

كل تلك القضايا ستستنبطها من داخل راوية النبطي عبر لغة شعرية رائقة وحبكة روائية محكمة لحكاية النبطي شخصية الرواية الرئيسية ذاك العربي الذي يدّعي نزول الوحي عليه وعلاقته بماريه تلك الفتاة التي ستؤخذ في رحلة غامضة بعيدة عن أهلها عبر الصحراء العربية الشاسعة، تلك الرحلة التي ألقى فيها يوسف زيدان تساؤلات فلسفية في نفس الفتاة المراهقة حول الوجود والحياة، الروح والإله، النفس الإنساني والواقع المعاش والصراع الخفي القائم بينهما، تساؤلات عميقة لأنثى، وخبرة ورؤى لرجل، يعبرها وصف عبقري للمكان والزمان، وذكر مفصل لتفاصيل وأحداث متناهية الصغير ولكنها رغم ذلك محورية ولها دور رئيسي في تغيير وجه التاريخ كشرارة لتقلّبات كبرى طالما اهتممنا بها وتركنا خلفها تلك الصغريات التي كان لها الأثر الأكبر في نفوس من عايشوا تلك الحقبة التاريخية الهامة.

رواية النبطي الوجه الآخر للتاريخ كما لم تعرفه من قبل.

 

الملكية الفكرية محفوظة للكاتب
في حالة وجود اي مشكل في الكتاب يرجي التبليغ عنه من خلال التواصل معنا