Download book The Sunnah of the Prophet between the people of jurisprudence and the people of hadith pdf

السنة النبوية بين أهل الفقة وأهل الحديث للإمام الغزالي، كتاب يثبت مرة أخرى أن ذلك الرجل كان مفكراً قبل أن يكون داعياً، ولما لا، وهو من أحد الأئمة القلائل الذين أخذوا على عاتقهم الحديث عن أشد القضايا حساسية في عصره من أجل كشف الحجاب عن الحقائق ونصرة دين الحق، بينما كان غيره يخوض في الصغائر والهوامش من أجل توسيع رقعة التيه وإغراق العامة في دوامات اللغو والتأويل دون علم.

في كتاب السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، يخاطب الإمام الغزالي الأئمة والدعاة، داعياً إياهم للتعمق في جوهر الإسلام وغاية الدعوة الأسمى، ألا وهي الذكر والتذكير بكل ما أتى به الإسلام على أساس المنطق الذي يقتضي بالبدء في إفهام الناس لجوهر العقيدة الإسلامية ومراميها، أي ترسيخ جذور وأصول الدين أولاً، ثم الاستعانة بالسنة النبوية التي هي منهج يستعين به المسلم لفهم وتفسير ما صعب عليه فهمه في أصول الدين، فهكذا تكون الدعوة لصالح المسلم، قاعدة راسخة لا يمكن استغلال ما فيها وتحويلها من أداة لفهم الدين، إلى حجج للآخرين من أجل تشويهه، وذلك لن يحدث إلا بالتفرقة بين غاية ما جاء في الكتاب، ودور ما ورد في السنة النبوية الشريفة.

من ناحية أخرى كتاب السنة النبوية بين أهل الفقة وأهل الحديث لهو مرشد لكل مسلم ليميز لماذا وأين يضع ثقته، لمن يستمع؟، وكيف يطبق؟، وإلى أين يذهب؟، كيف يناظر ويحاور على أساس منطقي وبتفكير علمي دون الابتعاد عن أصول دينه؟، مقدماً الحجج لما يعتقد ويعتنق دون أن يساوره الشك..، وإن ساوره يجد الإجابة عند من يثق به من الأئمة والشيوخ.