كيف تكون كاتب محتوى ناجح ؟

نعيش مؤخرا في عصر "المحتوى الرقمي" أين أضحى الحراك اللغوي الافتراضي هو ما يتحكم في المعلومة اليوم، لا بل وأيضا في العلاقات والفكر والممارسات البشرية. 

وإن هذا يجعلنا نؤكد على أهمية صناعة المحتوى وقدرته البالغة في التأثير على المجتمعات وثقافتهم. ولقد حان الوقت - دون شك - لتكون بدورك أحد المؤثرين وصانعي المحتوى بدل الاكتفاء بالتأثر والاستقبال، في حين أنك قادر على ترك بصمتك وأفكارك، ولم لا خوض هذا المجال الذي يحقق منفعة فكرية وأيضا ربحا ماديا لا بأس به. 

فكيف يمكن لك أن تساهم في كتابة المحتوى؟ وكيف تكون كاتب محتوى ناجح؟ وقبل هذا ما المقصود بكتابة المحتوى؟

ماذا تعني كتابة المحتوى؟! 

نعني بكتابة المحتوى، هو التخصص بالكتابة في موضوع أو مجال معين، ترغب من خلاله الإفادة والتأثير، أو نشر أفكار معينة، مستهدفا فئة محددة ترى نفسك قادرا على التأثير عليها.

قد يتعلق الأمر بمجال صحي، أم ثقافي، أم رياضي، أم سياسي، قد يكون أيضا منوعا بحيث تواكب مختلف الأمور التي تثير اهتمام الأشخاص.

كيف أكون كاتب محتوى ناجح؟

أظنك اقتنعت بجدوى كتابة المحتوى كمجال ذو قيمة في وقتنا المعاصر، أين أضحى المحتوى الرقمي وسيلة رئيسة لتوصيل المعلومة والتأثير من خلالها على الآخرين. 

إذن، الآن أنت تقبل على الخطوة التالية! وهي الإحاطة بكل ما يتعلق بكتابة المحتوى، ومعرفة السبل لتؤسس محتوى رقمي ناجح. إذ ولتكون كاتب محتوى لابد من اتباع بعض الخطوات لمساعدتك على تأسيس قاعدة متينة تنتشر من خلالها. 

إليك فيما يأتي أهم المراحل التي عليك اتباعها قبل الانطلاق في كتابة المحتوى: 

  1. تعرف على ما يثير اهتمامك: من المهم في مجال كتابة المحتوى أن تختص في مجال يثير شغفك، لأن هذا سينعكس على كتاباتك، بحيث تبث فيها روحك عبر العمل مستمتعا. 

كما أن هذا سيمنحك دائما القدرة على البحث والتجديد والتطوير من مهاراتك. 

  1. حدد بدقة الفئة المستهدفة: قبل الانطلاق في العمل على المحتوى، يعمل كاتب المحتوى الجيد على تحديد الفئة التي يرغب في توجيه محتواه إليها، لأن هذا يساعد على تكييف المحتوى وفق ذلك التفاعل بين الكاتب والقارئ، أو المؤثر والمتأثر عموما. 

إن العلاقة مع الفئة المستهدفة لا يجب أن تكون أحادية الاتجاه بحيث يعاملهم الكاتب كمستقبل جامد، بل عليه أن يسعى لبعث المحتوى من خلال ما تثيره هذه الفئة فيه من إلهام، فهذا فحسب ما يجعل المحتوى متجددا وحيويا.

  1. اطلع على المحتوى الرائج: إن الاطلاع على محتوى الآخرين، المشابه لما ترغب في طرحه، يعد خطوة رئيسة على صانع المحتوى القيام بها، من أجل تجميع المعلومات والسبل والاستفادة من تجارب الآخرين حتى يتمكن من إعداد محتوى متفرد يضيف من خلاله دون الوقوع في فخ التقليد أو الابتذال.

  2. شارك ضمن ورشات الكتابة: أحيانا ستحتاج لزيادة خبرتك في مجال كتابة المحتوى، لأن الأمر لا يتعلق فحسب بالأفكار أو التمكن من الأسلوب الجيد واللغة السليمة، بل أيضا أن تكون قادرا على استيعاب الكثير من التفاصيل الخاصة بالمحتوى الرقمي، على غرار قواعد السيو، وتحديثات محركات البحث وغيرها من الأمور، وذلك عبر حضور ورشات خاصة، أم أخذ دورات اون لاين وكل ما يفيد في جعلك كاتبا محترفا. 

  3. حاول تجهيز الأفكار والعناوين الكبرى: كلما بدأت في البحث، كلما تقدمت خطوة إلى الأمام، الأفكار تلد أفكارا أخرى، وهذا ما تبنى عليه فلسفة كتابة المحتوى، أن تظل " نشطا " على الدوام.

عليك بوضع خطة محكمة، ادرس الأمر جيدا، وحاول الاهتمام بكافة تفاصيل المشروع حتى تتمكن من تأسيس ركيزة متينة تنطلق من خلالها. 

  1. ابدأ في الكتابة ! 

كيف أكتب محتوى ناجح ؟!

لقد تعرفنا فيما سبق على أهم الخطوات التي تساعدك على إحتراف الكتابة والانطلاق في تأسيس مدونتك أو محتواك الرقمي، ولنا الآن معرفة بعض التفاصيل التي تمكنك من الانتشار وتصدر محركات البحث. 

  • اعمل على الأفكار الجديدة: حاول دائما أن تساهم في تطوير المحتوى، لا تكتف بتكرار الأفكار أو تقليدها، بل احرص دوما على جعل بصمتك خاصة من حيث الطرح والرؤى، هذا فقط ما يجعل محتواك جيدا و استثنائيا.

  • تجنب السرقات والنسخ: احذر من السرقة، سيسيء هذا بشكل كبير على سمعتك ومحتواك، كما أن السرقات وعمليات النسخ بات من السهل جدا كشفها، بل واحيانا معاقبة صاحبها. 

  •  استعمل لغة سليمة ودقيقة: قد لا تحتاج للكثير من التعقيد في كتابة المحتوى، لكن رغم هذا يعد الالتزام باللغة السليمة أمرا ضروريا طبعا، كما أن الإحاطة بتقنيات الكتابة سيساعدك على الانتشار.

  • في هذا السياق، تجدر الإشارة أن لكل مجال لغة خاصة به - إن صح القول - فبعض المجالات تحتاج لصيغ خاصة، وإحاطة بالمصطلحات الدقيقة الأمر الذي تجب مراعاته، إن كنت تسعى لتحقيق النجاح.

  • احترم قواعد الكتابة وفق الهيكلة المتعارف عليها: إلى جانب اللغة السليمة  عليك احترام الهيكلة الخاصة بالمقال من مقدمة وعرض وخاتمة وبناء متماسك لأفكارك وعناصر المحتوى، لأن هذا ما يجعله قابلا للقراءة والانتشار، كما يجب الحرص على صحة المعلومات وترتيب الأفكار كيلا تتسبب في الخلط مما قد ينعكس سلبا عليك.

  • احترم قواعد السيو: حين نتحدث عن كتابة المحتوى الرقمي فنحن بلا شك نولي أهمية كبرى لتحديثات السيو وقواعده ونعني به الخوارزميات والنظام الذي تبنى عليه النصوص الخاصة بالمحتوى لجعلها قابلة للتصدر وبلوغ الباحث عبر محركات البحث، فالأمر ليس عشواييا بل مدروسا بدقة ويحتاج للإحاطة بكافة التطورات والمعايير على غرار معرفة الكلمات المفتاحية، طرق الكتابة وكيفية ترتيب العناصر وحجم العناوين وغيرها من التفاصيل التي تعزز قبول المحتوى عبر محركات البحث. 

  • تابع آخر التطورات: ابق على تواصل مع آخر تطورات عالم المحتوى عبر المتابعة والقراءة ومشاهدة البرامج والفيديوهات الخاصة بذلك.

  • خاصة وأننا في عصر يشهد تسارعا كبيرا وانتقالا متشابكا للمعلومة، وعليه تجب المتابعة من أجل المواكبة واللحاق بالمقدمة.

  • ننصح في هذا السياق عدم الاكتفاء بمتابعة صناع المحتوى المحليين فحسب بل من الأحسن متابعة كافة أشكال المحتوى عبر مختلف بلدان العالم، لأن هذا يعد وسيلة هامة لتحفيزك على التغيير والتطوير.

كيف يمكنني الربح من خلال كتابة المحتوى ؟ 

إن كنت قد قررت انشاء محتوى خاص بك فهذا يعني بلا شك أنك تفكر في تحقيق فائدة من خلال ذلك، وهنا قد يعني الأمر جانبين مهمين:

  • تحقيق الانتشار: ويعني هذا بعبارة أخرى: تحقيق الشهرة. ولتجعل من محتواك وجهة المتابعين، ستحتاج حتما للاجتهاد والتفرد وبعث أفكار مختلفة واعتماد أساليب ممتعة. 

يمكنك أيضا اللجوء لبعض الدعم عبر الاستعانة بالأصدقاء وطلب المساعدة منهم في مشاركة محتواك ودعمك أيضا بالأفكار والاقتراحات، في بعض الأحيان يمكن اللجوء للاعلانات المدعومة والممولة.

يعتمد بعض المدونين للاستعانة بعناوين مثيرة للجدل والاستغراب، حسنا قد يكون ذلك مفيد كما أنه أحد الوسائل الاعلامية المعتمدة، لكن احذر من الانسياق وراء الأساليب المبتذلة، لأن ذلك وإن ساعدك على الانتشار إلا أنه لا يفيد بالتأكيد في جعل محتواك ذو قيمة حقيقية. 

لا تجعل الشهرة غايتك، بل فقط وسيلة لتوسيع رقعة الأثر !

  • الربح المادي: باتت صناعة المحتوى اليوم أحد أكثر السبل لجلب الأموال وتحقيق الأرباح، بعد أن صارت مدعومة من قبل المنصات الرقمية على غرار شركة ڨوڨل، أمازون، ميتا، وذلك عبر منفعة مزدوجة ! فبقدر ما تجلب متابعة بقدر ما تتسع المساحة الاعلانية التي يمكن لك جلبها وهذا ما يجعلك شريكا مغريا يتم دعمه وتمويله.

الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها، لكن يبقى ذلك أحد وسائل الكسب مؤخرا. 

بهذا نكون قد انتهينا من الحديث عن أبر ما يتعلق بكتابة المحتوى، يمكنك التفاعل والإضافة، ألم نخبرك أن المحتوى ساحة تفاعل ما بين الكاتب والقاريء، إليك الخط إذن !

قائمة المصادر والمراجع:

 

https://www.walkersands.com/7-easy-tips-for-effective-content-writing/

https://www.simplilearn.com/how-to-become-content-writer-article

https://neilpatel.com/blog/ingredients-of-great-content/?amp=