تحميل كتاب القرآن محاولة لفهم عصري pdf

القرآن محاولة لفهم عصري، من الوهلة الأولى عندما تقرأ اسم الكتاب ربما تقع في شرك نتائج النظرة السطحية للأمور التي تتسبب في تفويت الفرص بتجاهل الإشارات وعدم إدراك المعاني، فعنوان الكتاب لا يعني أنه مجرد محاولة، بل هي تطبيق منهج فكري علمي على نص ديني عمرة 1500 سنة من أجل فتح زوايا فهم جديدة عبر التأمل  والتفكر في الكلمة، العبارة، ما ظهر منها وما بطن.. تخيل معي إذا نجح الكاتب في تطبيق منهج التفكير العلمي ومن خلاله توصل إلى إشارات ومعان تمكنه اكتشاف حقائق وإثبات نظريات "يحاول" الباحثون والدارسون والعلماء الوصول إليها منذ قرون.. نعم قد تتحول تلك المحاولة إلى معجزة عصرية يتمنى العالم أجمع فقط رؤيتها.

كتاب القرآن محاولة لفهم عصري، لا يعتمد على لغة معقدة أو أسلوب غامض لإثبات رقي أفكاره، بل لغته سهلة وأسلوبه مباشر يخاطب جميع الفئات، وهو في المجمل مجموعة من المقالات التي تركز على التأمل والتفكر في الكلمات وما تألّفه من جمل وعبارات، والعمل على معرفة وظيفة كل كلمة في موضعها عبر المنهج التحليلي ووضع الاحتمالات القائمة واختيار الاحتمال الأكثر منطقية وبرهناً، ثم استنباط المعاني التي تحملها تلك العبارات والوصول إلى ما تأتي به من اتجاهات فكرية والغرض منها.
يعالج الكتاب الكثير من الموضوعات التي تشغل بال كل إنسان منا  بشكل يومي: كيف خُلقنا ولماذا؟، هل نحن مخيرون أم مسيرون؟، ما هو المغزى من التحليل والتحريم؟، هل الجنة والنار حق؟، متى تقوم الساعة؟، وما المقصود بالغيب؟.
أسئلة شائكة، والإجابات عنها يجب أن تكون يقينية لا لبث فيها ولا تأويل، لذا فالكاتب يخوض مغامرة حقيقية يسلك فيها الطرق الوعرة بدلاً من الاختباء خلف الشعارات أو الاكتفاء بالتقليد والعادة، حيث يواجه فيها نفسه وغيره، ساعياً وراء علم ومعرفة الحديث عنهما معروف لكن الوصول إلى أدلة ملموسة تثبت صحتها تحتاج إلى وسائل وامتلاك أدلة وبراهين، والوسائل هنا جديدة متجددة تحتم عليه الربط بين النظريات والافتراضات العلمية والنص القرآني المكتوب.. "معضلة تحتاج إلى إطلاع واسع، وفكر واع مثقف، ألا تظن ذلك؟".
ما يثير الدهشة هو أن تكتشف مع الكاتب أن القرآن يؤكد ويدلل على النظريات العلمية ويقدم البراهين التي يمكن عرضها بسهولة بمجرد الوصول للمعاني المشار إليها، الأمر لا يتوقف عند ذلك وحسب بل الكاتب يتوصل أن عرض القرآن لحقائق خلق الإنسان والكون هدفها تصحيح ما نقع فيه من أخطاء، والكشف عن حقائق أشد عمقاً وعجباً ويدعونا إلى إعمال العقل لنكن جديرين بتلقي الإجابات التي ترضينا وتفتح لنا آفاق للاكتشاف، وتغرس فينا دوافع وحوافز جديدة حتى لا ينطفئ فينا الشغف وحب العلم والمعرفة عن طريق تفسير آيات الله البينات بأسلوب لا يتعارض مع تفكيرنا العصري المعتمد على العلم والمنطق.
كتاب القرآن محاولة لفهم عصري دعوة للتأمل والتفكّر وإمتاع العقل بارتشاف الحكمة وتهدئة القلب بإعماره بالحب و تطمئنه الروح بوجود الله وقدرته على إقامة العدل والمساواة وتلقي العقاب ونيل الثواب، كل بما كسبت يداه.