تحميل كتاب أبي الذي أكره pdf

أبي الذي أكره

أبي الذي أكره
الناشر :
دار الرواق
تاريخ الإنشاء :
2024-02-04

وصف الكتاب

أبي الذي أكره، أحد أهم الكتب التي تناولت عقوق الوالدين لأبنائهم ! أي نعم، إنه يشرح ظاهرة تكاد كون مسكون عنها، وهي إساءات الوالدين لطفلهم تحت مسميات مراوغة على غرار الحب والخوف ومشاعر التربية، لكن وفي واقع الأمر، ما تلبث تشكل سلوكيات مدمرة يحاول الكاتب عماد رشاد عثمان الحديث عنها وكشف الكثير من الاضطرابات التي قد يمر بها الأبناء نتيجة إساءة أحد الوالدين أو كلاهما ومدى تأثير الجز العائلي الغير سوي على الطفل.

محتوى الكتاب:

ينقسم كتاب أبي الذي أكره إلى ستة أجزاء تناولت مواضيع مختلفة بانسجام من أكل شرح دقيق لأبرز الظواهر التي تعرفها لاقات الآباء المضطربة بأبنائهم وكيفية معالجة الوضع بحلول تربية علمية بسيطة.

أولا: السجن.

وفيه يتناول الكاتب قصصا متنوعة عن أطفال حجزوا في زنزانات الأبوة، وشكلت منعطفا مؤلما في حياتهم، نتيجة الخوف أو أخطاء وممارسات غير سوية صريحة من قبل العائلة أو هفوات لم يتم الانتباه لها لتمسي عقدا تحرك مسارهم السوداوي وتطيح بهم.

ثانيا: التكوين.

في الفصل الثاني يعرفنا الكاتب عن قرب أكثر ببعض الاساءات التي قد يتعرض لها الأبناء دون انتباه العائلة، وكيف أن بعض السلوكيات الخاطئة تشكل عبئا نفسيا ثقيلا يحد من قدرات الطفل نفسيا وجنسيا وجسديا وفكريا.

الكثير من الأخطاء نمو لتشكل انتكاسات نفسية مؤذية على غرار الخوف، الاحساس بالخزي أو عدم الأمان وغيرها من العوارض التي تنتجم عن تصرفات الأهل الخاطئة وتغرس أثرا سلبيا في حياة الطفل دون أن ينتبه له. يقول الكاتب في هذا الصدد : الآباء الغاضبين بأنهم ليسوا سوى أطفال غاضبين يتنمرون على الأطفال الأصغر سنًا الذين صودف أنهم أبنائهم.

ثالثا: الإساءة وتكوين قالب العلاقات.

ينتقل بنا الكاتب في كتابه أبي الذي أكره، عبر هذا الفصل ليحكي عن ظاهرة نمو الاضطرابات النفسية السابقة مع المرء بحيث تشكل ركيزة يتخذها في ممارساته حين يكبر، كما تمثل طريقة فكيره تجاه العلاقات الانسانية، ولذا كثير من الأبناء الغير أسوياء يفرغون جم غضبهم ومشاكلهم النفسية في علاقاتهم الجديدة وربما مع أطفالهم مستقبلا ليمسي " الآباء الغير اسوياء"أزمة متوارثة دون علمنا وهو ما يحذر من تجاهله الكاتب مع وجوب الالتفات لعلاج ذواتنا قبل خوض غمار علاقة جدية لتجنب العواقب الوخيمة التي قدتنجم عن ذلك

رابعا: مراحل التعافي من الإساءات.

يقال " التعافي للشجعان"
في هذا الفصل يمسك الكاتب بيد الذين عانوا طويلا من الإساءة، لمساعدتهم على تجاوزها عبر المواجهة والصدام، وفي هذا الصدد يصر الكاتب على وجوب الشعور بمشاعر الخوف والغضب والنكران كجزء مهم في رحلة التعافي، إذ لن يتسنى لك استعادة ذاتك إلا عبر الغفران ولن تتمكن من الغفران حتى تستعيد شجاعتك بالمواجهة.
وفي هذا الفصل من كتاب أبي الذي أكره يسهب المؤلف في شرح الخطوات التي على أولئك الذين عانوا من إساءات الأهل أن يمروا بها أثناء مرحلة التعافي، كالاعتراف والبوح وتحرير كافة المشاعر المعلقة ثم إعادة ترتيب دواخلك وترجمة مشاعرك والتعرف عليك من جديد حتى يمكن لشخصيتك النمو والتخطي السوي والسليم لا الهروب الجبان والمتردد.

خامسا: رسالة إلى الحبيسين في أنفسهم.
أنت تستحق الحب، هكذا يحرر الكاتب عماد رشاد عثمان القراء الضحايا لاساءات الأهل ويفتح لهم أبواب الزنازين، هو يذكرهم أن حرياتهم قرار عليهم التحلي بالشجاعة لخوضه، فأن تكون ضحية يختلف عن استمرارك الواعي بالكون كذلك.
آن الأوان لتمسك بيد الطفل المنزوي بداخلك وتطمئنه وتخرجه من زنزانته.

اقتباسات من كتاب أبي الذي أكره :

  •     كانت أصواتهم تطل من وراء قضبان السجن، كل زنزانة لها ذائقة خاصة، لها بصمة الجُرم، ولكن في الحقيقة أنهم كانوا جميعًا أبرياء، وكان سجنهم (الجُرم الذي لم يرتكبوه)، ولكنهم تشربوه، فصار يقيدهم ويمنعهم من تحقيق ذواتهم، لم يكونوا يدركون أن أبواب الزنازين مفتوحة، وأن بإمكانهم الفرار، فقد أَلَفوا هذه الزنازين فلم يتصوروا يومًا أن بالإمكان الهرب، وأن لكل منهم حياة رحبة خارج زنزانته
  •     كيف وقد صنع الزنزانةَ أحباؤهم؟ آباء وأمهات، أو أعمام وخالات، أو معلمون ومشايخ وقساوسة ورموز مجتمعية، صنعوا الزنازين باسم الحب أو المصلحة، حتى قرر أحدهم يومًا أن يتجرأ ويدفع الباب قليلًا لينفرج، ويدخل بصيص من نور التعافي، ثم تجاسر أكثر وخرج للممر هناك حيث زنازين الألم، ثم غامرأكثر وصاح في المحبوسين أن هناك نورًا خارج الأقفاص، وأن الحياة خارج السجن ممكنة ومكفولة وليست محرَّمة عليهم كما يظنون، وحينها فُتحت الأبواب ببطء، وخرج الحبيسون، ليلتقوا هناك في الطريق إلى الطريق، في رحلة الهروب خارج السجن، السجن الناعم!
  •     إن الشفافية المطلقة هي الإجابة الأولى على سؤال الخزي ومعضلته! أن تُخرج ما لديك كما هو، حتى دون أن تُدعى لذلك أحيانًا، أن تسمح لنفسك بإبداء أفكارك وهواجسك وأحلامك؛ خطاياك وبطولاتك؛ شرورك وجمالك على حدٍّ سواء، لا تتحرج من شيء ولا تكتم شيئًا.
  •     أن تبدو للناظر كما أنت في الحقيقة، أو أن تكون في باطنك كما تبدو في ظاهرك، مجازفًا في ذلك بالتعرض للنقد، والتعرض للشفقة، والتعرض لحماقات التصنيف والأحكام، والتعرض للنصح الاستعلائي.
  •     أن تسمح للناس أن يفكروا فيك كما شاؤوا، ويتصوروك كيفما أرادوا مكتفيًا برؤيتك لدى ذاتك وقيمتك عند نفسك.
  •     الشجاعة ليست في غياب الخوف، وإنما في اتخاذ القرار وفعل الفعل رغم استحواذ الخوف، أن تقدم على الأمر ورجلاك ترتعشان وقلبك يرتعد ولكنك تفعلها على أي حال.
  •     والأبوان لو لم يفعلا شيئًا سوى توفير الحب الصحي والقبول وكف أذاهما لكان الناتج أفضل كثيرًا وأكثر راحة واتساقًا داخليًا من منتوجات المحاولة الشائهة للكتابة بالإساءة على لوح أبيض يظنان أنهما يمتلكانه؛ طفلهما!
  •     إن الأب هو الذي ينادي على الذكر داخل ابنه ويمنحه الفرصة للنمو، وإن وجود الأب وحسن العلاقة به ضرورة تكوينية للذكر الشاب، وعبر المحاكاة والتطابق مع الأب يجد الشاب الناشئ منا ملامح ذكورته ويتمكن من استيعاب دوره وتعريف ذاته.
  •     لذا فالإساءة في حقيقتها هي نوع من الهجر؛ حيث تحمل البيئة الشعورية الحاضنة نفسها وترحل عنا، تتركنا الإساءة عراة شعوريًّا، لاجئين نفسيًّا، إن من تعرضوا للإساءة هم أهل الهجر النفسي، والمنفيون شعوريًّا، لا يمكنهم أن يشعروا بالوطن في أي بقعة، ليس لأنهم قد اغتربوا عنه، ولكن الوطن هو من رحل عنهم!
  •     الإساءة تقوم بتجميد النمو في مراحله النفسية الأولى، وتحرم الناشئ من تكوين جعبة أدواته لمواجهة العالم، لذا يخرج شاعرًا بالتهديد، وهو تهديد أكثر من ذلك التهديد الذي شعر به يوم أن جاء للعالم وعلم أن عليه مواجهة الوجود، فقد آوى إلى بيئة تمنحه احتضانًا مؤقتًا لحين نمو أدواته، فلم يجد لديها سوى مزيد من التهديد والاغتراب.
  •     لقد سرق أبي مني الله، حين بالغ في تنزيهه حين فصله عني طفلًا فلم أفهمه، وأفرط في تعداد وصاياه حتى عزله في بقعة لا يصل إليها أحد، وتوسع في التخويف منه حتى امتلأت المسالك نحوه بأشواك الذنب واللوم، فصرت أرى نفسي في عين الله دومًا كما كنت أرى نفسي في عين أبي؛ مقصرًا وغير جدير بمحبته ولا مستحق لقربه.
  •     ندور في التوهة والحيرة، نتلمس طرقًا عديدة بحثًا عن المعنى، نتردد بين الأيديولوجيات والفلسفات، ننقب في الكتب والأفكار لعلنا نجد المعنى الغائب المسروق منا، فلا نجد؛ لأننا ننسى أن المعنى قد سُرق منا نفسيًا لا عقليًا، وأن البحث الفلسفي لن يزيدنا إلا توهة؛ لأن جوعنا للمعنى تكويني لا ذهني، ونفسي لا فكري، وأن العمل لا يكون هناك بين صفحات الكتب وفي أروقة الأيديولوجيات، إنما هناك بين طيات نفوسنا وفي التعافي من آثار الإساءة اللتى تجرعناها.
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب
في حالة وجود اي مشكل في الكتاب يرجي التبليغ عنه من خلال التواصل معنا